الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
إن بين دعاة الإسلام ودعاة العلمانية والليبرالية واللادينية معركة حامية الوطيس في شتى البلاد
الأسلامية .
وهذا كان نتيجة للغزو الاستعماري الذي سُلّط على ديار المسلمين فترة من الزمن , وحاول أن يقتلعها
من جذروها , ففرض عليها أنظمة وتشريعات وتقاليد وأفكارا ً مستوردة دخيلة على هذه الأمة
فلما حمل الاستعمار عصاه ورحل , ترك وارءه من يسير على خطه ويقتفي خُطاه , ترك تلاميذا ً
وفروخا ً من أبناء المسلمين أنفسهم , ممن يحملون أسماء المسلمين ويعيشون في أرض المسلمين
مسلمون بالوراثة , ممن نسميهم ( المسلمين الجغرافيين ) أي الذين ولدوا وعاشوا في أرض
المسلمين وإن كانت رؤؤسهم غير إسلامية .
هؤلاء يريدون أن يحيا المسلمون بغير الإسلام , وإذا بقي لهم شيء من الإسلام , فليكن الإسلام
في ضمير الفرد فقط , علاقة شخصية بين الإنسان وربه , لا تتجاوز قفص الصدر , فإن خرجت من
الضمير والصدر , فليكن حدودها المسجد لا تتجاوز المساجد , حتى المسجد لا تترك فيه الحرية
لتقال كلمة الحق , وإنما هو مسجد موجّه ومنبر موجّه : ينبغي أن يكون تحت رقابة السلطة
فليس إسلاما ً حرا ً بل إسلاما ً توجهه السلطة التنفيذية , وتلونه كما تشاء , هؤلاء الذين نشأوا
في ظل العهود الاستعمارية , وتربوا هذه التربية ينكرون على دعاة الإسلام أن يدعوا إلى الإسلام
شاملا ً متكاملا ً .
في وقت من الأوقات , كانوا يهاجمون الإسلام علانية يقولون : لا نريد إسلاما ً - كانوا يتبجحون
بذلك - نريد أن نسير وراء الغرب شبرا ً بشبر , ذراعا ً بذراع وأن نأخذ الحضارة الغربية بخيرها
وشرها وحلوها ومرها , وما يحب منها وما يكره , وما يحمد منها وما يعاب ... هكذا كانت شعاراتهم
في وقت من الأوقات , انهزموا الآن أمام التيار الإسلامي الهادر , أمام هذه الموجة الإسلامية
المكتسحة في كل مكان , أمام الصحوة الإسلامية التي أصبح قوامها الشباب والشابات , من المثقفين
والمثقفات في أنحاء الديار الإسلامية , لم يعودوا قادرين على أن يقولوا : نرفض الإسلام
وتستروا بدعاوى زائفة , ماذا يقولون اليوم ؟ يقولون أنتم تدعوننا إلى الإسلام , ولكن ما هذا
الإسلام الذي تدعوننا إليه ؟ إن الأسلامات كثيرة ! ! وهذا ما أخذوه عن أساتذتهم المستشرقين
والمبشرين , الذين يزعمون أنه ليس هناك إسلام واحد , وإنما إسلامات متعددة
تتعدد بتعدد المكان , وتتعدد بتعدد الزمان , وتتعدد بتعدد المذاهب ,
هناك إسلام آسيوي , وإسلام أفريقي , وإسلام عربي , وإسلام هندي أو تركي , هناك إسلام أموي
وإسلام عباسي , وإسلام عثماني , هناك إسلام صوفي , وإسلام سلفي , وإسلام سني , وإسلام شيعي
هؤلاء أخذوا عن موجهيهم والمخططين لهم من المستشرقين والمبشرين , هذه الدعوى
وقالوا : أي إسلام تدعوننا إليه ؟ كما قال قائلهم : أي إسلام تدعوننا إليه ؟ إسلام السودان
أم إسلام إيران , أم إسلام باكستان ؟ أم إسلام السعودية
إن الإسلام الذي ندعوا إليه لا يرتبط ببلد ولا يرتبط بشخص ولا يرتبط بعهد ولا جنس , ولا بزمن
ولا بمذهب , إنما هو إسلام القرآن والسنة , إسلام محمد صلى الله عليه وسلم , من أراد أن يعرف
الإسلام الذي ندعوا أليه , فليفتح المصحف يعرف إلى أي شيء ندعو , فليأت إلى صحيح السنة
إلى الكتب الصحاح , يعرف ما هو الإسلام الذي ندعوا أليه
-=-لا تتخيّـل كل النــاس ملائكهــــ -=--=- فتنهار احلامكـــ -=- -=- ولاتجعل ثقتك بهم عميـــاء -=--=- لأنك ستبكي يومـــا على سذاجتكـــ -=-
أنا انثى لا اتقاسم الأشياء مع احد
أما يكون لي وحدي او اتركه خلفي.....