لالة هيفا البحرية مقال عن الزياره الاخيره لها لمدينة طنجه

[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

كنت أتخيل كل شيء من جانب بعض المسؤولين عندنا، خصوصا عندما يكونون في حفلات ساهرة خاصة. لكن لم أكن أتصور أن يخرج أحدهم هاتفه المحمول ويبدأ في تصوير هيفاء وهبي وهي تغني أغنيتها السخيفة بوس الواوا. المسؤول المحترم لم يكن شخصا آخر غير والي جهة طنجة تطوان السيد حصاد الذي افتتح الحفل الساهر الذي نظمته إذاعة كاب راديو الجهوية على متن باخرة في ملك مساهم في المحطة الجديدة.

وربما نسي السي حصاد أنه والي معين بظهير لتمثيل الملك في الشمال، وأنه يمثل هيبة الدولة. فالرجل نسي نفسه ووقف مع الجمهور المشرئب بأعناقه نحو جسد هيفاء وهبي نصف العاري، وبدأ يحاول الوقوف على أصابع قدميه لكي ينجح في تصوير كليب مباشر بهاتفه من الخلف ليحتفظ به كتذكار حي عن رحلة بحرية ساهرة. ربما ليعيد مشاهدته عندما يعود إلى ديوانه براحته. فصورة هيفاء وهبي وأغانيها في هواتف الرجال أصبحت أكثر حضورا من صور زوجاتهم. وهذا طبيعي، فعدد العمليات التي قامت بها هيفاء وهبي في جسدها أكثر من عدد العمليات التي قام بها حزب الله في جنوب لبنان.

والحقيقة أن الذين حضروا الحفل الساهر الذي نظمته الإذاعة الفتية على متن تلك الباخرة، أجمعوا على أن هيفاء وهبي استطاعت أن تخلب ألباب الجميع، بمن فيهم مسؤولون في الدولة وصحافيون و رجال أعمال. الجميع كان يريد أن يتأكد بأم عينه من أن جسد هيفاء وهبي، وليس صوتها، حقيقي أم أنه مصنوع من الشمع. فكانت الهواتف أفضل طريقة لالتقاط الصور وتسجيل حركاتها وتعواجها الذي دام عشرين دقيقة والذي تقاضت عليه 37 مليون سنتيم لا غير.

لكن هيفاء وهبي لم تكن على راحتها، فقد حشروها في مكان ضيق، وجعلوها تغني على مبعدة متر ونصف من جمهورها، حتى أنها كادت أن تتحسس لهيب آهات بعضهم الحارق وهو يخرج من أفواههم. فتضايقت وقالت بلهجة لبنانية متكسرة:

- شو ها العجقة...

وتقصد بالدارجة ديالنا:

- آش هاد الزحام...

ولابد أن هيفاء وهبي كانت تجهل أنها لم تسبب فقط في العجقة على ظهر تلك الباخرة، وإنما تسببت أيضا في الجعرة لبعضهم.

وعندما شاهدت صور الحفل توقفت عند واحدة تظهر فيها هيفاء وهبي وهي محاطة بغابة من الأذرع تطوعت كلها وامتدت إلى جسدها المرمري لكي تساعدها على صعود المنصة. كلها ومنين شاد. الجميع يريد أن يتبرك ويتمسح بها متصنعا تقديم المساعدة، وربما كان بينهم من يتمنى أن تسقط هيفاء لكي يحملها بين ذراعيه ويركض بها نحو غرفة الإسعافات، هذا إذا لم يركض بها إلى غرفة أخرى!

وفي صورة أخرى يظهر وزير الاتصال نبيل بنعبد الله والسيدة حرمه كوثر سوني، إلى جانب هيفاء وهي تحرك شفتيها متصنعة الغناء، فقد كانت أغنية بوس الواوا مسجلة ولم يكن على هيفاء سوى أن تغنيها بالبلاي باك. ولعل نبيل بنعبد الله هو أحد الوزراء القلائل الذين يحرصون على مرافقة زوجاتهم إلى الحفلات والمهرجانات والسهرات. على عكس العديد من المسؤولين ورجال الأعمال الذين أتوا لمشاهدة هيفاء وهبي من دون أذرع زوجاتهم.

وطبعا ليست كل زوجات المسؤولين يقبلن بالظهور في المناسبات العامة أمام عدسات المصورين. وهذا لا ينفي أن هناك زوجات وزراء يحاولن اقتحام الحياة العامة ولعب أدوار اجتماعية. فزوجة وزير الاتصال مثلا تقلدت مؤخرا منصبا مهما لم تتحدث عنه سوى مجلة نسائية واحدة، وهو منصب سفيرة دولية للقفطان المغربي. وقد عينتها في هذا المنصب فيدرالية الخياطة التقليدية المغربية. وهذه أول مرة نسمع فيها بمنصب سفيرة دولية للقفطان المغربي. محمد بنعيسى براسو موحالش عندو الخبار بشي سفارة ديال القفطان. وأنا شخصيا أستغرب كيف أنه إلى حدود الآن لم يتم تعيين رشيد الوالي من طرف الفيدرالية سفيرا دوليا لجابادور، فهو يحرص في أغلب المناسبات على ارتدائه بالرزة والبلغة. هكذا سيصبح لدينا سفراء دوليون يمثلون اللباس التقليدي المغربي عبر العالم. شي سفير ديال التحتية، شي سفيرة ديال الدفينة، شي سفير ديال الشد المغربي، ونتا غادي.

ومن خلال أحد الحوارات التي أعطتها مدام بنعبد الله للصحافة نتعرف أيضا على ميولاتها الروحية. فزوجة وزير الاتصال تنتمي إلى الطريقة الصوفية، وبالضبط الطريقة التقشبندية، نسبة إلى التقشبندي.

وهناك زوجات وزراء آخرين ينتمون إلى الزواية البودشيشية، بالإضافة إلى بعض مستشاري المؤسسات الإعلامية الكبيرة. ولدي صور لأحد هؤلاء بالتسابيح في زاوية سيدي حمزة بمداغ، وهو جالس يتخشع ويدحرج حبات السبحة، وفي صورة أخرى يحمل بين أصابعه السمينة كأس الشمبانيا في المطعم الذي نظمت فيه "خميسة" عشاءها الساهر على شرف ضيوفها.

وبخصوص حفل هيفاء وهبي فوق الباخرة، فالصحافة تحدثت فقط عن شيك السبعة وثلاثين مليون الذي حصلت عليه المغنية لقاء خمس وعشرين دقيقة من التعواج، ولم تتحدث عن شيك المائة مليون الذي تبرع به عليها أحد أثرياء المنطقة بعد الحفل. وعندما قالت هيفاء للجمهور أي لوف يو بالأنجليزية و جوفوزيم بالفرنسية، تطوع أحد رجال الأعمال وطلب منها أن تقولها بالدارجة المغربية، فقالت:

- كانبغيكوم...

عندك الحق تبغينا، كاين شي واحد يشد من عندنا 135 مليون فعشرين دقيقة وما يبغيناش. ماشي غير يبغينا، يموت علينا.

ومباشرة بعد إنهائها لعملها الموسيقي الفريد الذي ألفته على شرف جمهورها الحبيب، والذي لخصته في أغنية جادت بها قريحتها تقول كلماتها:

- جا جا جا بحبك يا طنجة، ها ها ها بحبك يا هيفا...

مباشرة بعد حروف الهجاء هذه، طارت هيفاء إلى الدار البيضاء، وأعتقد أنها لم تذهب إلى الدار البيضاء لكي تنام، فغالب الظن أنها كانت على موعد مع سهرة خاصة جدا، قد تغني فيها حروف هجاء جديدة تقول فيها:

- كا كا كا كازا، بحبك ياكازا...

وهنا تحضرني النكتة التي تقول أن منشط برنامج للمسابقات سأل أحد المشاركين قائلا:

- أين تذهب هيفاء وهبي عندما تستفيق صباحا؟

فقال له المشارك:

- تذهب إلى بيتها...

وربما تكون الفنانات والفرق الموسيقية والفنية التي كانت مبرمجة مع هيفاء على ظهر الباخرة قد أخذت الدرس من تلك الأمسية. فالفنانة نجاة عتابو التي كانت حاضرة ضمن المدعوين لم ينتبه إليها أحد، مثلها مثل العشرات من الشخصيات التي تعتقد نفسها مهمة في المغرب. لاأحد منهم نال من التغطية الإعلامية شيئا. الدرس واضح، إلى بغيتي التغطية خصك تدير التعرية.

[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

ڳل من يڳرهني أمامڳ خمسةأصآبع خير ٲڷآمۈڒ أۇسطهآ