غدا ً سيكون لك إبن يحمل اسمك, غدا ً سيكون لك احفاد من حولك يلعبون ويمرحون , بهذه الآمال يتزوج الرجل ليحظى بأمنياته التي كبرت معه وفجأة تتحول الامنيه الى كابوس لا يراه في منامه ,بل في يقظته حين يكتشف انه رجل عقيم وان نسله سينقطع عن هذه الدنيا, لن يسمع كلمة بابا, لن يحمل طفلا ً على كتفه, تخيل انك تعيش هذه الاحداث , انت رجل عقيم ,لا امل لك في الانجاب زواجك مهدد , زوجتك تعيش دوامة الحرمان بصمت مفزع ,وانك ستحرم من ان يحبو طفل في بيتك , فهل تمنح زوجتك حرية الاختيار بينك وبين فرصة اخرى مع رجل اخر لتحقق حلم الامومه معه , هل يكون الرجل نبيلا لهذا الحد
ام انك ستظهر المسأله على انها قضاء وقدر الله وعليها ان تتحمل نصيبها الذي اراده الله لها في ان لا تكون ام ؟هل ان منح الزوجه هذا الحق بعيدا ً عن العقليه الشرقيه؟ ام انه تصرف لبعض الافراد؟ علينا ان نعرف الى اي حد يعطي المجتمع الرجل الحق والسلطه في قضايا الاسره ومن ضمنها ( عدم الانجاب )
فالمجتمع الشرقي في حالة مستمرة من ان الرجل معافى من اي عيب او خلل يطرأ على الاسرة مما يدفع الزوجه في حالة تاخر الانجاب الى الشك في نفسها قبل الشك في زوجها فهو معصوم عن الخطأ وعن العيب وعن العقم ايظا ً كما زُرع في رأسها منذ نعومة اظفارها,فالزوجة لا تملك الجراة لتطالبه بأجراء فحوص او تحاليل وكأنها تخجل او مذنبه من السؤال نفسه الذي يجرح إحساسه ولكن لنفرض انه خضع للتحاليل وتبين( انه عقيم)
فهل تعتقدون انه سيكون رجلا ً حضاريا ً ويجلس مع زوجته ليمنحها حقها في الاختيار؟ ان الازواج اصحاب العقليات التقليديه الملتزمين بمعايير المجتمع القديمه سيعتبرون عقمهم نصيب العلاقه الزوجيه , والزوجه في عرف لا تملك في رأيهم الحق في اقتناص فرصة امومة من زواج آخر وإلا دخلت في العيب والحرام , فالزوجة ملزمة بتحمل (عقمه) والزوج غير ملزم بتحمل (عقمها ) حسب ما يقوله المجتمع وما رسخته العقلية الشرقية لذلك فنادرا ً ما نرى رجل يحتظن زوجته العاقر وان كان في احس حالاته فهو سيتزوج غيرها ثانية ً وثالثة ً حتى تنجب له ولي العهد الموعود الذي يحمل اسمه , الاختلاف بين سلوكي الرجل العقيم والمرأة العاقر لا يمكن ان يكون بسيطا ً وحين نعرف بان المراة العاقر قد تذهب لتخطب لزوجها بكامل ارادتها , وان زوج المرأة العاقر قد يطلقها , احساس ألأمومة وإحساس ألأبوة لا يمكن ان يُشبّه بإحساس ٍآخروهنا ينتهي الموضوع نهاية ًمأساوية ًلحكاية ِزواج وحب حقيقي