....مسافرة من الخيال واليه....

....مسافرة من الخيال واليه....

لماذا نتمسك بالواقع بالرغم من أن الخيال أجمل؟
لماذا نقاتل من أجل الواقع بالرغم أن الحرية الحقيقية في الخيال؟
لماذا نصر على العيش في الواقع بالرغم من أن الحياة في الخيال أسعد؟ لماذا نمجد الواقع بالرغم من أن الخيال هو الذي صنع الواقع؟
ليس الواقع سوى أكذوبة صدقناها فهو مجرد وهم نعيشه أما الخيال فهو حقيقة و صدق و بالرغم من ذلك لا نعيشه أنظروا إلى آلاف المبدعات من ما أبدعه الإنسان في الخيال من فنون و علوم و آداب كل ذلك يقع في الخيال ، لقد أعجبني الفن كثيراً لأنه اكتشف هذه الخدعة فقررا التمرد على الواقع في فنه فانبثقت السريالية و من قبله التكعيبية و التجريدية خروجاً عن الواقع المزعوم بأنه الموجود الوحيد بل و الأهم. الواقع مجرد و هم، الناس ترتدي أقنعة في حياتهم الواقعية و لكنهم يرمون هذه الأقنعة بازدراء عندما يخلون بأنفسهم و لأن النفس ليست مجسدة في الواقع فهم يخاطبونها في الخيال… ألم أقل لكم أن الخيال هو الصدق هو الحقيقة. حتى اعتقادنا في الله جل جلاله في الخيال فليس في الواقع سوى حركات نؤديها في الصلاة ألم يقل ديننا بأن الأعمال بالنيات و النية تقع في الخيال لا في الواقع، كما أن الله جل جلاله لا يمكن تجسيد وجوده بالماديات التي في الواقع لذلك ننزه عن هذا المستوى المادي الواقعي الذي لا يليق بمقامه و نجرد صفاته و أسمائه الحسنى في خيالنا عن أي شائبة من ما لا يليق بوجوده العظيم المعظم عندما نريد عندما نرغب عندما نشتهي كل ذلك يقع في خيالنا و ليس في واقعنا إن الواقع عبارة عن سجل يرصد ما جرى في الخيال وسجلوا علي هذه الحكمة كل من غرق في الواقع ضاعت نفسه ووجد الآخرين و كل من غرق في الخيال وجد نفسه و أضاع الآخرين ليس في الواقع من حكمة سوى ما أمثله في معنى واحد وهو المشاركة مشاركة الآخرين خيالك بخيالهم ليزيدونك معاني ربما تفتح أفاق لن يفتحها غيرك في خيالك الخيال هو أنت و الواقع هو غيرك فماذا تريد أن تكون؟
و لكن المشاركة إن وجدت سوف تكون أجمل ما في الواقع لو شارك ذكر أنثى و شاركت أنثى ذكر لتزوج خيالهما فسكنت فيهما معاني كانت تطالب بالسكون لتخرج بعد الشراكة معاني أخرى تطالب بالوجود لو شارك مبدع متلقي و شارك متلقي مبدع لتجاذب خيالهما فتدثرت فيهما معاني كانت تطالب بالكمال لتخرج بعد الشراكة معاني بكرٍ تطالب بالجمال لو شارك قلبه قلبها و شاركت قلبها قلبه لاستعرت نيران خيالهما فتدفقت فيهما المعاني لم تكن موجودة قط فسالت أنهار الجمال و انتصبت جبال الكمال و تمددت أفاق السعادة واهتزت بكارة أراضيهما عن زهرٍ من بهاء لتجتاح تلك المروج طيور شتى من معاني الحسن تصدح بمقامات من موسيقات عدة لم تسمع بعد لما كل ذلك لقلب و قلب و ليس لمتلقي و مبدع أو لذكر و أنثى؟ لأن المشاركة بين متلقي و مبدع و ذكر و أنثى هي مشاركة خيالهما في أرض الواقع ليرتد على خيالهما، بينما المشاركة بين قلبٍ و قلب هي مشاركة خيالهما في أرض خيالهما ليتدفق خيالهما عن ما تقدم ذكره، فأبداً لا يقع الحب من القلوب على الواقع فهو أسمى من ذلك هو يبقى في الخيال ينتظر الخيال أن يأتيه بقلب ينبض مثله لكي يخلقان معاً في عالم خيالهما ذلك التدفق جراء تناغم نبضهما معاً هما عاشقان دونما وساطة من الواقع بيد ان التلقي و الإبداع والذكورة و الأنوثة في حاجة لمفردات المكان، المكان ذي المقاييس الواقعية ففيه تكون المشاركة. اكتفي و إن أملي في الرجل شريك أحلامى يهمس لي بالمزيد اكتفي و إن طمعي في من يشاركني ادوار التلقي و الإبداع تدفعني للمزيد اكتفي و إن جعبتي شوقاً لقلبٍ شريكٍ يصرخ في وجهي لا تكتفي هلمى بالمزيد استودعكم الله في هذا الواقع و أسمحوا لي بالعودة لخيالي من جديد