[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
وجاءت بعد طول غياب
وقفتُ لوهلةٍ صامتاً مرتبكاً
أنظر في عينيها اللتين
يطوقهما من الياسمين سراب
ودمعات تتراقص سكرى
في محجريّ فرحاً ثم تسقط
لتمحو عن وجهي الشاحب
معالمَ باقيةٍ من آثار عذاب
والدم الذي يلهث بعشقها
في عروقي قد تجمدّ فجأة
واختلّت موازين أفكاري
ونسيت بلحظةٍ ماحضرّت
من كلمات العتاب
أيا أمرأةً تنبضُ في شراييني
هواكي مولاتي ترسٌ
وهمسك بين كفيَّ حراب
كنتُ كل يومٍ أرقب الشمس
لأخطف منها آخر لفحةٍ حارّةٍ
وأرسلها لكي
من قلبي محملةً بأشواقً
في أفولها الأخير وقت الغياب
..............
أسمعيني صوتك
فكلّي لهفةٌ لسماع ألحان القيثار
أريني الشعر الطويل
والعنق الخريفي الجميل
وانزلي عن شفاهك ذاك الخمار
ابتسمي سيّدتي فعندما تبتسمين
أهيم في عالم فاتن
أعانق السحاب وأسقط مع الأمطار
تكلمي واشجيني شدواً
فكلماتك تُرقص النار في الموقد
الحجريّ وتفجرّث أعاصيراً
في أعماق أعماق البحار
اقتربي منّي ضميّني
قبّليني واملئيني نشوةً
وامسحي بأناملك الماسيّة
عن جسدي ذاك الغبار
آهٍ كم كان الوقت بطئً يمشي
من دونك وكم كان الليل عاتماً
لا في سماءه نجوماًولا أقمار
وكم كانت آهاتي تتبعثر تائهةً
تبحث عن أبوابك الزجاجيّة
وعن رشفة عبقٍ من
عبقكِ عبق الأزهار
أحبّكِ دعيني أقولها
دعيني أكتبها على صفحة
التاريخ على الأشجار على
الأوراق على الأرصفة على
الجدران ولن أملّها حتّى
لا أُبقي دوياً ولا أحبار