[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 11/10/2012 08:48يصرخ سائق الحافلة ابو مريم بعصبية وهو يلوح الى سائق اجرة بيديه لتحاشي
اصطدام العربتين في احد شوارع بغداد التي باتت تعيش حالة يومية من «معارك
السيارات».
ويقول ابو مريم (50 عاما) مطلا من نافذة حافلته وقد تجاهل ابواق عشرات
السيارات التي علقت خلفه تطالبه بالتحرك ان «الوقوف على جانب الطريق عند
التقاطع هو الوسيلة الاسرع لكسب الزبائن بدل الانتظار لساعات داخل مرآب
الحافلات».
وبينما تتسبب حافلة ابو مريم بفوضى عارمة في ساحة عقبة بن نافع وسط بغداد،
يقود سائق الاجرة ابو محمد سيارته في الاتجاه المعاكس للسير في ساحة
كهرمانة القريبة، متجاهلا عناصر شرطة المرور المتمركزين على بعد نحو 150
مترا.ويقول السائق الثلاثيني بهدوء وهو يدخن سيجارة «اذا التزمنا بقانون
المرور فلن نصل الى اي مكان، ولا حتى الى بيوتنا».
ويبرر ضابط رفيع المستوى في شرطة المرور رفض الكشف عن اسمه الفوضى التي
تعم حركة النقل في شوارع بغداد بالقول لوكالة فرانس برس «اصابنا الملل من
المتابعة المستمرة والمحاسبة لتطبيق القوانين وتنظيم السير من دون جدوى».
ويرى ان «قلة الوعي والثقافة لدى اغلب السائقين هي السبب وراء مخالفتهم
المستمرة لقوانين المرور».ويحمل الضباط المشرفين على الامن مسؤولية هذه
الفوضى ايضا قائلا ان «الازدحامات اليومية تحدث لان الكثير من عناصر الامن
يفرضون اجراءات عند نقاط التفتيش، علما ان اغلبهم لا يفتشون السيارات اصلا
ويكتفون بالدردشة مع زملائهم».
ويشير ايضا الى ان «الطرق في بغداد ما زالت على حالها منذ سنين طويلة حيث
ان الكثير منها لا يزال مغلقا، فيما يصل عدد السيارات التي تتنقل في بغداد
يوميا الى اكثر من مليون سيارة».ولا يحمل معظم الذين يقودون السيارات في
بغداد رخصة تسمح لهم بذلك، اما الذين يفعلون فغالبا ما تكون رخصهم قد
انتهت صلاحيتها منذ اعوام طويلة.
وتغيب لوحات الارقام عن العديد من السيارات من دون ان يسأل اصحابها عنها،
علما ان في العراق سبعة انواع من لوحات الارقام اضافة الى لوحات خاصة
بالسيارات الحكومية والعسكرية والدبلوماسية، وفقا لضابط شرطة المرور.
وبينما يمثل حزام الامان شرطا اساسيا للقيادة في بغداد، الا ان غالبية
السائقين في جانب الرصافة يتجاهلونه، وخصوصا في الليل، علما ان هذا
القانون لا يطبق في الكرخ، الجانب الغربي من بغداد، بحسب سكان في العاصمة.
ويمثل مشهد وضع بعض سائقي السيارات لاطفالهم في احضانهم وهم يقودون امرا
مألوفا وطبيعيا من دون ان تبدي عناصر شرطة المرور اي رد فعل لردع هذا
الامر الذي يشكل خطورة على سلامة السائق وطفله.وفي مشهد مألوف آخر، تتنقل
في شوارع العاصمة شاحنات صغيرة تنقل حمولة كبيرة تحجب عن السائق مجال رؤية
السيارات الاخرى حوله.
ويقول عباس ابو علي وهو يقود شاحنته الصغيرة التي تحمل بضائع اكبر من
حجمها ويسير في شارع الجمهورية (وسط بغداد) ان «الازدحامات تجبرنا على وضع
حمولة مضاعفة حتى لا نضطر لتكرار المشوار».
ويتابع «كما ان شرطة المرور لا تحاسب من ينقل حمولة زائدة».
وعند تقاطع ساحة الواثق في منطقة الكرادة، تتكدس السيارات خلف اشارة حمراء
بانتظار لحظة الانطلاق.وما ان تتحول الاشارة الى اللون الاخضر حتى تنطلق
ابواق السيارات وتبدأ بالتحرك يمينا ويسارا في محاولة لاجتياز التقاطع قبل
ان تستعيد الاشارة لونها الاحمر.ويؤكد حيدر (33 عاما) الذي يعمل سائقا لدى
شركة أمنية «انها معركة.
القيادة في بغداد معركة حقيقة، وخصوصا عند نقاط الازدحام التي تتسبب فيها اجراءات امنية وحفريات لا تنتهي».
ويضيف «القيادة هنا، ورغم انها تحسنت عن قبل، لا تزال ربما الاسوأ في
المنطقة، وخصوصا اذا ما قارناها بعمان ودمشق»، معتبرا ان «قيادة السيارة
في بغداد كقيادة سيارة في مدينة الالعاب».
ويسعى المسؤولون عن قطاع السير الى رفع مستوى الوعي حيال اهمية تطبيق
قوانين المرور عبر برنامج يومي واخر اسبوعي تبثه قناة «العراقية».ورغم
ذلك، يقول مسؤول بارز في دائرة المرور «الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
ما بانفسهم».