27/09/2012 08:28اكد رئيس الجمهورية جلال طالباني ان الوفاء لذكرى الشهداء الابرار يقتضي
منا تصميما وارادة في استكمال المسيرة لبلوغ الاهداف التي نصبو اليها،
والمضي ببلادنا نحو ضفاف الامن والاستقرار والعدالة والحداثة والرخاء،
فيما دعا رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي إلى تجنب مخلفات السنوات
الماضية التي نتجت عن إرهاصات "عرقية وطائفية".
جاء ذلك خلال الكلمتين اللتين القاهما الرئيسان طالباني والنجيفي في
الحفل التأبيني الخاص الذي أقامته كتلة الاحرار في الذكرى السنوية
الرابعة عشرة لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر
(قدس سره) ونجليه.
وقال طالباني في كلمته التي القاها نيابة عنه مستشاره السياسي الدكتور
جلال الماشطة، والتي حصلت "imn" على نسخة منها، امس الاربعاء: "في
تاريخ الشعوب والامم منارات تضيء دروب الساعين الى اعلاء كلمة الحق
وايقاد مشاعل العدل والحرية وانهاء عصور الظلام والطغيان.
وكان اية الله العظمى سماحة السيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره) واحدا
من تلكم المنارات في حياته، وغدا استشهاده ونجليه برهانا على ان
الثائرين على الجور الرافضين للذل يترفعون عن صغائر الدنيا ويسترخصون
الحياة في سبيل اهداف عليا ومثل سامية، واصبحت مأثرته معينا يستلهم
العراقيون منه العزم والالهام في مسيرتهم نحو بناء بلد خال من الجور
والحيف يكفل لابنائه الحياة الكريمة".
واضاف طالباني "اننا اذ نتوجه اليوم بمشاعر العزاء الخالص الى سماحة
الاخ السيد مقتدى الصدر وسائر آل الصدر الكرام وكل ابناء الشعب
العراقي، فانما نؤكد ان الوفاء لذكرى الشهداء الابرار يقتضي منا تصميما
وارادة في استكمال المسيرة لبلوغ الاهداف التي نصبو اليها، والمضي
ببلادنا نحو ضفاف الامن والاستقرار والعدالة والحداثة والرخاء. وهذا
يتطلب قبل كل شيء ان نشخص تشخيصا دقيقا وصريحا الوضع الراهن ونعترف بأن
التأزم الحالي كلما طال امده ازدادت مخاطره وتعقدت سبل معالجته والخروج
منه.
كما ان استمراره لا يسهم في معالجة المشكلات الكثيرة التي تواجهنا بل
قد يوسع الثغرات الامنية ويوفر بيئة حاضنة للقوى المناوئة للعملية
السياسية والهادفة الى تعطيلها، ويعقد جهود مكافحة الفساد ويعرقل العمل
الهادف الى النهوض بمستوى الخدمات وضمان الاستخدام الامثل لموارد
الدولة بما يكفل تلبية احتياجات المواطنين وضمان حياتهم في ظل الحريات
والقوانين التي نص عليها الدستور".
واكد طالباني "ان اصلاح الاوضاع لا يكون بالنوايا مهما خلصت، بل بوضع
واقرار ورقة يتفق عليها ملتقى وطني جامع تكون مرجعيتها الدستور وتراعي
كافة الاتفاقات والمبادرات السابقة ، وتكون خارطة طريق لكل من السلطتين
التشريعية والتنفيذية واطارا للعمل المشترك من دون تجاوز اي طرف على
صلاحيات الطرف الاخر".
من جهته شدد رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، امس الأربعاء، على ضرورة
احترام الدستور وعدم التعامل معه بانتقائية ووفق الأهواء، فيما دعا إلى
تجنب مخلفات السنوات الماضية التي نتجت عن إرهاصات "عرقية وطائفية".
وقال النجيفي في كلمة ألقاها خلال الحفل التأبيني :"يجب الحفاظ على
الدستور والابتعاد عن التعاطي معه بشكل انتقائي وفق الأهواء، فنلجأ
إليه عند الحاجة ونهمله عند الرخاء".
ودعا النجيفي إلى "تجنب ما حفلت به السنوات الماضية من شد وجذب وفقاً
لإرهاصات عرقية وطائفية"، مؤكداً أنها "أخذت من وطننا وشعبنا فرصا
نادرة للإعمار والبناء والتطور والنمو واللحاق بركب الدول المتطورة".