غدرت بىَ الأيام
غدَرَتْ بيَّ الأيامَ بعدَ سعادةٍ
دامت سنينـًا وانتهتْ كثواني
أحببْتها وغرقتُ في عشقي لها
واذدَدْتُ فرحًا أنها تهواني
كانَ الزواجُ بها كأني مقبلٌ
من ظلمَةِ الكهفِ إلي البستانِ
الحظُ شاءَ بأنْ تبورَ بضاعتي
لِيُشرِّدوا جيشـًا من الشـُبَّانِ
باعوا المصانع والمزارع كلها
تركوا البيوت بفورة الغليان
حاولتُ سعْيًا في بلادِ الخالقِ
فوجدْتُ ظلمًا حاقَ بالإنسانِ
فرَجعتُ للوطنِ الحبيبِ مُحاولا
ِ بدءَ الكِفاح ِ أجوبُ بالبلدان
لكِنَ أهلَ حبيبتي فصَمُوا العُرَىَ
ألقوني في عرضِ الطريق ِ أعاني
فحَزِنتُ أنَ حبيبتي لمْ تعترضْ ..
أو أنْ تمُدَ يدًا لكي تلقاني
اسودت الدنيا وأظلمَ نورها
لكِنَ ربَ الكوْن ِ لنْ ينساني
قــلبــي يــئنُّ ممزَّق النبضــــات
والعين ترثــي حُرقــــة العَبَرات.
وجـــوارحي تبكي بصمت لوعة
لتغــازل الأطيــــار والزَهَــرات.
الليلُ في جسدي النحيل مواطــنٌ
والشمسُ لا تدري سبيلَ نجاتــي.
آه مِــــن الدهـر العنيد وحســـرة
تجري بعمق في خطوط حــياتي.
لو كنتُ يا زمني جَلادَةَ صـــخرة
لاستنزفتْ كــلُّ الصعــاب أنـَاتي.
اليــــومُ يمضي كالســنين عذابُــه
وسعادتي اقتصرتْ على لحظات.
وكأنَّ قصدَ العمْر قتلُ مَســَــرَّتي
أو أنــــه يهوى اقترابَ مماتــــي.
هوِّنْ عليَّ أيـــا زمـــانـِـيَ مَــــرَّة
وارحمْ فؤاديَ مِنْ لظى الأزمـَات.
فلقد تعبتُ مِــنَ الشجــون ومُـــرِّه
وذرفــتُ مـــا يكفي مِـنَ الدمعات.
أرجـــــوكَ فلتشــْـفِقْ عَـلـيَّ فإنني
مــــا عـــــادَ فيَّ تَحَمُّلُ الضَرَبَات.
إنـــِّــي الذي عـــاشَ الحياة مُكَبَّلا
والظلُّ يَرْصُـــدُ دِقـــَّـة الخطوات.
لا شيء فــــي الدنيا يُعيدُ تفاؤلـِي
أو يبعثُ الإحســــاسَ للبَسَـــمات.
والصَّبرُ يشـــكو مِنْ مَرار حَقيقة
هــِـيَ أنَّ أصلَ الحزن كانَ لذاتي.
وبــــأنـَّهُ لا يَســــــتطيعُ إفـــــادة
ولــــــذا يغيبُ مُسـَــلـِّما راياتــي.
فأعيشُ أيـَّامـِــي وَحـيدا يائِســـَـا
لا شيءَ غير المرِّ فـِـي الكاسات.
فلعلـَّني أمضي لرحمـــة مَوتِنـَــا
فالموتُ أرْحَمُ مِنْ صَدى الأنـَّات.
وأرقُّ مِنْ وَجَعِي العصيبِ وذلـِّه
فلرُبَّمَـــا بعدَ المماتِ حَـــيَاتـــِـي.