شتان مابين خسارتين ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

موضوعي عبارة عن قصه حدثت لي قبل أيام قليله..
كُنت على موعد مع أحد أصدقائي المقربين للجلوس مع بعضنا والتكلم في والمناقشه في الكثير من الأمور التي تربطني فيه كصداقه و عمل فذهبت له في بيته وخرج لي والتقينا وصافحنا بعضنا بعد طول غياب .. وبعد الأخذ بالأخبار والسؤال عن الحال قمنا بالتنزه داخل بمشتل بيتهم (الحديقه)وصادف ان اباه كان يُدخل ضيوفه لقضاء وجبة العشاء في مشتلهم وما ان رآني حتى بدأ بالترحيب والحفاوة الطيبه وأخذ بيدي مُصراَ على ان اقضي العشاء مع ضيوفه والتسامر في الحديث الى آخره..فلم اشأان ارد له طلب خاصه ان اباه تربطني به علاقة وطيده وحميمه طيبه
وبعد قضاء وجبة العشاء جلسنا نتسامر ونتكلم في كل شيئ كٌنا مستمتعين بحديثنا ومستأنسين بـ هذا الاجتماع
ومابين الحديث بدأ والد صديقي بالتحدث عن امور شركته وآخر مايريد تطويره فيها فتحدث عن خسارته قائلاً
(تصدقون ياجماعه خسرت بآخر صفقه مايقارب المليون تقريباً).. وأخذوا يذكرون الأسباب ويتعمقون في الكلام ويضعون الحلول في أمر الخسارة وكيفيه تعويضها و تجنب الوقوع فيها مستقبلا فكان من بين الحاظرين اخ عراقي الجنسيه خرج من وطنه عله يحافظ على فلذات اكباده من اللحاق بأباه وامه فقال (والذي خسر خسارةبدون سبب او غلطٍ قام بعمله ولاتتعوض والحلول فيها صعبه اذا لم تكن مستحيله ماذا تقولون عنه)فقال احد الحاظرين
0وانت ماذا لديك كي تخسره ؟!! .. فقال الاخ العراقي انا (خسرت الأهل والوطن)
وما ان اتم كلمته حتى صُعق واندهش كل من كان حاظراُ فلم ارى سوا علامات تعجب واندهاش من هذا الرد المفاجئ و فجئه ساد الصمت المكان وتغيرت الأجواء رأسا على عقب وكأنهم اشبه بمن حضروا للعزاء
وثم اتم كلامه قائلاً فهل يستطيع احدكم تعويضي بالكاد هي لا تقدر بالمال
فمن اٌغتصبت ارضه دون وجه حق وهو يراها تنسرق من عينيه فـ أي مال يفيد
حين يتحكم بك الظالم الفاسق وكأنك لا شيئ حتما انها خساره
حين تراهم وقد تجردوا من الانسانيه فـ لاهم يرأفون بالصغير ولا يوقرون الكبير فهم كدمى يتلاعبون بها كيف ومتى يشائون حتما انها خساره
حين يقتلون اهلك واصحابك امامك بلا رحمه ولا ضمير فتراهم يسكبون بدل الماء دماً في اكوابهم يحتسوه ك خمرِ ينتشون به ليزدادوا سفكاً وهتكاً للأعراض حتما انها خساره
حين تُحرم من ابسط حقوقك كـ مجرد بشر فلا طعام تستلذ به ولا نوم تهنئ به حتما انها خسارة كبيره..
يا الله كم كانت كلماته مؤلمه قاسيه فلم يشأاحد الرد لانهم بالتأكيد لا يملكون ادنى اجابه فتماسكت قليلا وقلت له (ان شاء يرد الله حقكم ويعوض احزانكم افراح ويرد كيدهم في نحورهم)
قلت هذه الكلمات وهو يعرف في صميم اعماقه انها للمواساة والتخفيف عنه ليست الا
انما الواقع مغاير تماما ولا يبشر بخير..
فـ استأذنتهم انا وصديقي وخرجنا من المكان وما ان رجعت للبيت حتى لم تغب كلماته عن ذهني
فتأملت لحظه في نفسي فوجدت انه لا شيئ يستحق أن أحزن من اجله ولا ينقصني شيئ سوى ان ارفع كفي للسماء لحمد الإله عز وجل وشكره على نعمه التي لاتحصى ولطفه بي .. عجبا كل العجب فكيف سمحت للحزن واليأس لحظةالتسلل لقبلي رغم كل ما املك من نعيم وكيف يحق لي التذمر وانا بحالِ افضل بكثيرٍ من غيري
واكثر نعيم انا فيه هي اُمي نعم فما زالت امامي في كل لحظه وحين نعم مازلت اسمع صوتها هذه الإنسانه الطاهر النقيه واي اكبر من هكذا نعيم حين اصبح بوجهها وامسي به

مغزى الكلم ,,,}

كلنا بدون أدنى شك نعرف آلآم و معاناة دولتي فلسطين والعراق المضطهدتان هاتان الدولتان التى لم تبصرا النور
منذ أن احتلها هؤلاء الفسقه الظلمه ولعل هذا النفق المضلم مازال يطول ولا نرى اي بصيصٍ من أمل للحد من نهايته ..
فبعض الناس يرون خسارتهم الكبرى فقط في هذه الأشياء...

1)شخص احب له فتاة فقضيا أجمل وأحلى الأيام غارقين في بحر الحب والغرام .. وما ان تجد هذه الفتاة مصلحتها عند شاب آخر سرعان ماتذهب اليه وكأن شيئ لم يكن فتركته صريعاً جريحاً فبينما هي مستمتعه بعلاقتها الجديده مع ذلك الشاب بينما هو قضى عمره يتجرع الألم والحسرات والندم ..

2)اثنين من الأصدقاء عاشوا حياتهم طولاً بعرض مابين سفرٍ لآخر ومن رحلةٍ لآخرى فغرتهم الحياة بملذاتها وأهوائها فيختضموا لأمرٍ ما ويتنازعوا .. للحظه يدركون كم هي واهنة علاقتهم وانها لم تتعدا اطار المصلحة وملئ اوقات الفراغ..

3)ربٍ لبيت همه الأول والأخير جمع المال بأي طريقه كانت وصارت بالحلال ام بالحرام لا يهم تاركاً أولاده وبناته في هذه الحياة الصعبه بأهوائها بلا رقيبٍ او حسيبٍ ولم يكرس من وقته خمس دقائق ليجلس معهم ويحاول فهمهم وأخذ مافي خاطرهم فـ ينجرفوا اخيراً نحو قعر الهاويه وهو خسر كل مايملك من مال .. والآن قد خسر حياته كلها ..

هذه بعض المواقف التي عايشتها عن قرب ومهما ذكرت غيرها لن اكتفي ولا انكر انها كلها تندرج تحت اطار (الخسارة) فـ أنا ارى متى ما الإنسان حكم عقله وأخذ الأمور بعقلانيه وواقعية اكثر ونظر للناس بجوهرهم لا بشكلهم
حتماً سيلقى مايريد .. ومتى ما الإنسان ارضى ربه و والديه وبحث عن لقمة الحلال واجتهد فيها حتماً سيعطيه الإله مايريد ..

ولكن بالكاد ليست كمن خسر أهله ووطنه لأنهما لا يعوضان أبداً

همسة ..

(ثمة هناك من يعاني دائماً فـ ابتسم)...

اعتذر على الإطاله..

شكــــــــــرا جزيــــــــــلا
على الموضـــــــوع الجميــــــــل

و المعلومـــــــــات الجميـــــــــلة

تحيــــــــأتي

يسلمووووووووو ع الموضوع روعة تحياتي

[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

شششششششششكرا عبدو
يا رووعه
تسلم

» شتان ما بين هؤلاء وهؤلاء
» { مابين الصدق والكذب }
» مابين الكبرياء والكرامة