أما يسوع المسيح فقد تمت ولادته هكذا : كانت أمه مريم مخطوبة ليوسف , وقبل أن
يجتمعا معآ , وجدت حبلى من الروح القدس . وأذ كان يوسف خطيبها بارآ , ولم يرد
أن يشهر بها , قرر أن يتركها سرآ . وبينما كان يفكر في الأمر , أذا ملاك من الرب
قد ظهر له في حلم يقول : (( يا يوسف أبن داود لا تخف أن تأتي بمريم عروسك ألى
بيتك , لأن الذي هي حبلى به أنما هو من الروح القدس ( أي روح الله . وكان هذا
أعلانآ ألهيآ عن الخصوصية العجيبة للسيد المسيح . وأضاف الملاك قائلآ : ) فستلد
أبنآ , وأنت تسميه يسوع , لأنه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم )) ( وأسم يسوع
هو الصيغة العربية للأسم العبري يشوع ومعناه الله يخلص , وهي نفس الكلمة اليونانية
أيسوس التي جاء منها الأسم عيسى ) . حدث هذا كله ليتم ما قاله الرب بلسان النبي
القائل : (( ها أن العذراء تحبل , وتلد أبنآ , ويدعى عمانوئيل )) أي (( الله معنا )) .
ولما نهض يوسف من نومه , فعل ما أمره به الملاك الذي من الرب , فأتى بعروسه ألى
بيته . ولكنه لم يدخل بها حتى ولدت أبنآ , فسماه يسوع .
وفي ذلك الزمان , أصدر القيصر أغسطس مرسومآ يقضي بأحصاء سكان الأمبراطورية
( الرومانية , التي كانت بلاد فلسطين جزءآ منها ) . وقد تم هذا الأحصاء الأول عندما
كان كيرينيوس حاكمآ لسوريا . فذهب الجميع ليسجلوا , كل واحد ألى بلدته . وصعد يوسف
أيضآ من مديتة الناصرة بمنطقة الجليل ألى مدينة داود ( التي سكن بها النبي داود ) المدعوة
بيت لحم بمنطقة اليهودية ( تقع على بعد نحو عشرة كيلو مترات من أورشليم ( القدس ) ,
وقد ذهب أليها يوسف ) , لأنه كان من بيت داود وعشيرته ( فقطع يوسف نحو مائة كيلو متر
من الناصرة ألى بيت لحم ) , ليتسجل هناك مع مريم المخطوبة له , وهي حبلى . وبينما
كان هناك , تم زمانها لتلد , فولدت أبنها البكر , ولفته بقماط , وأنامته في مذود ( وهو المكان
الذي يوضع فيه علف البهائم ) , أذ لم يكن لهما متسع في المنزل ( وقد تحققت بمولد السيد
المسيح في بيت لحم نبوءة قديمة كان قد تنبأ بها النبي ميخا الذي عاش في القرن الثامن قبل ميلاد
السيد المسيح : (( أما أنت يا بيت لحم أفراتة , مع أنك قرية صغيرة بين ألوف قرى يهوذا , ألا
أن منك يخرج لي من يصبح ملكآ في أسرائيل وأصله منذ القديم , منذ الأزل )) ) .
أتمنى أن ينال أعجابكم هذا الموضوع ..
تحياتي أشرف علي ملك الرياضة ...