كان النبي يوحنا بن زكريا , الذي قدم الشهادة السابقة للسيد المسيح , قد ولد أيضآ
بمعجزة , أذ كان أبواه مسنين , وكان مولده سابقآ لمولد السيد المسيح بستة أشهر .
ولأن أمه كانت من أقرباء العذراء مريم والدة السيد المسيح , فقد تداخلت القصتان :
قصة مولد يسوع المسيح , وقصة مولد يوحنا بن زكريا , بترتيب ألهي دقيق
كان في زمن هيرودس ملك اليهودية كاهن ( أي رجل دين يهودي ) , أسمه
زكريا , من فرقة أبيا ( وهي واحدة من أربع وعشرين فرقة كانت تتناوب الخدمة
في الهيكل ) , وزوجته من نسل هارون ( شقيق النبي موسى ) , وأسمها أليصابات .
وكان كلاهما بارين أمام الله , يسلكان وفقآ لوصايا الرب وأحكامه كلها بغير لوم .
ولكن لم يكن لهما ولد , أذ كانت أليصابات عاقرآ وكلاهما قد تقدما في السن كثيرآ .
وبينما كان زكريا يؤدي خدمته الكهنوتية أمام الله في دور فرقته , وقعت عليه القرعة
التي ألقيت حسب عادة الكهنوت ليدخل هيكل الرب ويحرق البخور . وكان جمهور
الشعب جميعآ يصلون خارجآ في وقت أحراق البخور . فظهر له ملاك من عند الرب
واقفآ عند يمين مذبح البخور ( وهو الموقد الذي يحرق عليه البخور ) . فأضطرب
زكريا لما رآه وأستولى عليه الخوف . فقال له الملاك : (( لا تخف يا زكريا ,
لأن طلبتك قد سمعت , وزوجتك أليصابات ستلد لك أبنآ , وأنت تسميه يوحنا ,
ويكون لك فرح وأبتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته . وسوف يكون عظيمآ أمام الرب ,
ولا يشرب خمرآ ولا مسكرآ , ويمتليء بالروح القدس ( روح الله ) وهو بعد في
بطن أمه , ويرد كثيرين من بني أسرائيل ألى الرب الههم , فيتقدم أمامه ( أمام
السيد المسيح ) وله روح أيليا وقدرته ( والأشارة هنا ألى أيليا الذي كان نبيآ عظيمآ
عاش في فلسطين في القرن التاسع قبل الميلاد , وعرف بشجاعته وأقدامه ) , ليرد
قلوب الأباء ألى الأولاد , والعصاة ألى حكمة الأبرار , ليهيء للرب شعبآ معدآ ))
فسأل زكريا الملاك : (( بم يتأكد لي هذا , فأنا شيخ كبير وزوجتي متقدمة في السن ؟ ))
فأجابه الملاك: (( أنا جبرائيل , الواقف أمام الله , وقد أرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا .
وها أنت ستبقى صامتآ لا تستطيع الكلام , ألى يوم الذي يحدث فيه هذا , لأنك لم تصدق
كلامي , وهو سيتم في حينه )) . وكان الشعب منتظرين زكريا , وهم متعجبون من تأخره
الهياكل . ولكنه لما خرج لم يقدر أن يكلمهم , فأدركوا أنه رأى رؤيا داخل الهيكل . فأخذ
يشير لهم وظل أخرس . ولما أتم أيام خدمته , رجع ألى بيته .
وبعد تلك الأيام , حبلت أليصابات زوجته , فكتمت أمرها خمسة أشهر , قائلة : (( هكذا
فعل الرب بي , في الأيام التي فيها نظر ألي لينزع عني العار من بين الناس )) ( فقد
أعتبر عامة الناس العقم عقابآ ألهيآ وعارآ ) .
أتمنى أن ينال أعجابكم هذا الموضوع ..
تحياتي أشرف علي ملك الرياضة ...