بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحديث عن رمضان لهو حديث ذو شجون ...لان رمضان ليس ككل الشهور ..شهر له طقوس خاصة ..
له نكهة خاصة ...شهر ينتظر اطلالته المسلمون المؤمنون بقلوب ملؤها الايمان ...انتظار جميل بالفعل
واستعداد اجمل ..لن تجد شهرا لدى الامم الاخرى يوازي جمال هذا الشهر ..يدانيه في عظمته ..
شهر رمضان له خصوصية وتميز فهو شهر الله بامتياز كامل ... ما الذي اعطى رمضان هذا التميز وهذه الخصوصية
بالتاكيد ان الله شاء ان يكون كذلك ... فجعلنا متحررين من عقد الشر والحقد والضغينة..
وبكل تاكيد فان الانسان عندما يتحرر من العقد المريضة ونوازع الشر فانه يكاد يكون ملاكا...ان المسلم الحقيقي
هو من يجسد كل قيم الفضيلة والخير في رمضان وغيره ..الا ان رمضان يعطي المسلم شعورا مختلفا
شعورا بسعادة غامرة وزهو دائم ..ثم هذا الاحساس العالي برحمة الله وعطفه ..هذا التوحد العجيب في شهر رمضان
توحد في نوايا الخير والفضيلة ..هذا التوجه المجرد لوجه الله تعالى يضفي على المسلم اجواءا روحانية مليئة بالرضا
والاطمئنان .. ان الصيام كطقس مقدس له خصوصية ليس الا احد اهم دروس هذا الدين العظيم .. فهو درس في الصبر والمطاولة ومكابدة الاهواء ثم الانتصار على هوى النفس ونزواتها وكف الاذى عن الاخرين وغض الابصار كلها قيم يجب ان يتحلى بها المسلم خلال رمضان وبعده ... فتلك صفات رائع من يجسدها سعيد من ينتصر على ذاته وهواه .. ليساهم
من خلال هذا التسامي الرائع في صنع مجتمع اسلامي متميز ... مجتمع يجيد التضامن والاتحاد من اجل بناء امة هي خير ما اراد الله لامة ان تكون...ان العرب مدينون باجمعهم لعظمة هذا الدين ومن قبل لرب العالمين سبحانه اذ اكرمهم
بالاسلام دينا ومن عليهم بالرسول الخاتم نبيا صلوات من الله عليه وسلم تسليما ... وحين نركن الى هذه الحقيقة
فاننا وبكل تاكيد سنكون اهلا كي نمثل هذا الدين خير تمثيل ونقود البشرية الى سبل الخلاص ...
فمرحى بشهر الله ..شهر الطاعة والغفران .. رمضان الخير والمحبة والعطاء ..
اهنئكم جميعا بطلالته الرائعة ...داعيا الله لي ولكم بقبول الاعمال والعبادات في هذا الشهر المبارك