ايتها المراة اتركي شعار المساواة مع الرجل
سعيد العذاري
انّ الانسان هو الوجود المحوري الذي تدور
حوله المفاهيم والقيم الدينية والوضعية، امتاز بالتكريم على سائر الوجودات
والكائنات الحيّة وغير الحيّة; بالعقل والاستخلاف وتسخير مافي الكون له
وحده.
ولا فرق في ذلك بين الذكر والانثى، وقد راعى المنهج الاسلامي هذه الحقيقة
فلم يبدلها أو يعطلها، لذا جاءت ارشاداته وتوجيهاته لتساوي بين الناس،
وتقرر هذه المساواة في واقع الحياة، وتقرر المساواة بين شقي الانسان، فهم
جميعاً متساوون في أصل الخلقة والنشأة، فأصلهم حفنة طين ونفخة روح بلا فرق
بين انسان وانسان أو بين ذكر وأنثى.
ولا فرق بين الذكر والانثى في كثير من أسس ومحاور ومقومات التساوي; حيث
التساوي في غريزة التدين والشخوص نحو المطلق، والتساوي في التأثر الوجداني
بعالم الغيب، والتساوي في موجبات الهداية فهم متساوون في ذلك فطرياً.
والتساوي في الخصائص الانسانية، فقد خلقهم الله تعالى من مصدر واحد، ولهم
طبيعة خاصة متساوية عند الجميع، فهم مركبون من جسد وعقل ونفس وروح، ومن
غرائز وشهوات واحدة، وهم متساوون في الضعف والمحدودية، ومتساوون في حب
الشهوات، وهم جميعاً لايملكون لأنفسهم ضرّاً ولانفعاً.
وهم متساوون في الحرية، فالانسان خلق حراً بجميع اصنافه وأنواعه وسلالاته
وبشقيه الذكر والانثى; فلا عبودية ولا استعباد ولارقّ، وهم متساوون في
العبودية لله تعالى والتي تستلزم نفي عبادة غيره كالاصنام البشرية او عبادة
أصحاب المؤهلات الكبيرة كالانبياء واوصيائهم والرهبان والقساوسة أو عبادة
الأبطال الذين لهم دور في حركة التاريخ الانساني.
والمساواة في الحرية تستلزم تحرير الانسان وبشقيه من جميع الاغلال والقيود
إلاّ ماقيّده الله تعالى بها، وتحريره من اغلال التحجر العقلي والتقليد
الجامد، والتبعية اللاواعية للغير، وتربي الانسان على حرية التفكير
واستقلال الارادة.
وهم متساوون في التكريم فهو من خصائص الانسان الممنوحة له من قبل خالقه،
فهو بنفسه وذاته مكرّم دون أي اضافة صفة خارجة عن ذاته قائمة على أساس صنفه
الجنسي; فالذكر والانثى ومطلق الانسان مخلوقون في أحسن تقويم، وهم مكلفون
بحمل الامانة وهي قمة التكريم، ومكلفون بالاستخلاف في الارض، وتسخير مافي
الكون لهم جميعاً، وكرامة الانسان ذاتية مادام انساناً دون أيّ تمييز بين
جنسيه.
والذكر والانثى بل مطلق الانسان متساوون في الحقوق العملية، فلكل انسان
سواء كان ذكراً أم أنثى حقّ خاصّ به، فهو حرّ في هذا الحقّ مالم يصطدم بحقّ
أو حقوق أخرى، ومن هذه الحقوق:
1 ـ حق الحياة.
2 ـ حق الاعتقاد.
3 ـ حق التفكير والرأي.
4 ـ حق الأمان والحماية.
5 ـ حق الكفاية الماديّة.
6 ـ حق المساواة أمام القانون.
,وهذه اسس المساواة ولكن الذكور او الرجال هم الذين ظلموا المراة واستغلوها
وجعلوها دونهم في كل شئ فالقانون بيدهم وتفسير النصوص الدينية والقانونية
بايديهم فبقيت المراة دون الرجل حتى في البلدان التي تدعي الحضارة
ومن هنا ينبغي على المراة ان لاتركز على رفع شعار المساواة مع الرجل وتطالب
بامر شكلية وظاهرية وتقيم الدنيا صراخا وعويلا لتطالب بان تكون رئيسة
للجمهورية او قاضية او وزيرة بل ينبغي المطالبة برفع الظلم الحقيقي
والاضطهاد الواقعي وتشكيل قوى ضاغطة بمطالبة الدولة وعلماء الدين بتكثيف
جهودهم لتوعية الناس حول مكانة المراة ودورها وحقوقها وتخويفهم بانتقام
الله في الدنيا والاخرة لمن يظلم امراة او يعتدي على كرامتها ومالها ورايها
كما دفعوا الناس للانتخابات الاولى فاقتنعت باقوالهم
ايتها المراة اعتصمي امام مراكز السلطة الدينية والسياسية وطالبيها بان
يكون لاتباعهم في كل مدينة دور في منع الظلم حينما يقيمون علاقات مع كل
اسرة ليؤثروا فيها
ايتها المراة طالبي بحقوقك الممكنة واتركي المستحيلة او الشكلية التي لاتقدم ولا تؤخر كمنصب رئيس الجمهورية والقضاء
فمن مظلومية اغلب النساء ان ازواجهن يستولون على ممتلكاتهن او رواتبهن او
مهورهن بل ان بعض المجرمين من الازواج ينفق اموال زوجته على عشيقته او
رفيقة دربه المنحط
ومن المظلومية ان تتزوج لتسكن مع اهل زوجها في غرفة واحدة مع باقي زوجات الاخوة لتصل الى اربعة عوائل في بيت واحد
ومن المظلومية اكراهها على الزواج ممن لا يكون كفؤا لها كتزويج الصغيرة من رجل كبير او المتعلمة من جاهل ومتوحش في ان واحد
ومن المظلومية قتل غير العذراء وان كان ادعاءا من الزوج او ت.................ا من الناس
وخصوصا من لا يخرج منها دم ليلة الزفاف بسبب الخوف او المرض او غشاء
البكارة المطاطي
ومن المظلومية طلاقها او هجرها او الزواج عليها لانها لم تنجب بنينا في حين
يكون الزوج هو المسؤول عن تحديد جنس الوليد كما جاء في القران(( ... مني
يمنى وخلقنا منه الزوجين الذكر والانثى ))
وكما دلت الدراسات العلمية ان الزوج يحمل العامل (( xy )) والزوجة تحمل ((xx )) فهو الذي يحدد وليس الزوجة
ومن المظلومية اهانة المراة وضربها وتهديدها بالطلاق
ومن المظلومية كثرة الارامل والمطلقات والمهجورات دون معيل وتعرضهن للمضايقات والاغراءات مقابل لقمة العيش
فهل قام احد من القادة الدينيين والسياسيين بدوره في تثقيف وتربية وتوجيه الرجال لتقدير المراة ومعاملتها برفق ولطف ومراعاة حقوقها
اليس من الافضل للنساء مطالبة القادة الدينيين توجيه اتباعهم ليصلحوا
الواقع بحيث يجعلوا ميزان التقييم للرجال هو مقدار مراعاتهم للنساء والرفق
بهن
يا ايتها المراة طالبي بالممكن واتركي غيره فلو اصبحت المراة في العالم كله رئيسة او قاضية لا تحل المشكلة بل قد تظلم النساء بدورها
-=-لا تتخيّـل كل النــاس ملائكهــــ -=--=- فتنهار احلامكـــ -=- -=- ولاتجعل ثقتك بهم عميـــاء -=--=- لأنك ستبكي يومـــا على سذاجتكـــ -=-
أنا انثى لا اتقاسم الأشياء مع احد
أما يكون لي وحدي او اتركه خلفي.....