نجوم تلد أخرى وبعضها يتحول إلى ثقوب سوداء أو قنابل نيوترونية

تسبح في الفضاء آلاف النجوم التي نراها واضحة
المعالم في الليالي الصافية، وهي تتناثر حول القمر، تشكل منظرا بانوراميا
في غاية الجمال.
إلا أن هذا المنظر، قد لا يؤثر كثيرا في أمزجة العلماء
الذين يبحثون في نظام عمل هذه النجوم وطبيعة تركيبتها. وتتباين حجوم هذه
النجوم، فمنها الصغير ومنها الكبير ومنها العملاق، فبعض النجوم العملاقة،
والتي تدعى ايضا بـ «النجوم السوداء» يبلغ حجمها ثمانية أضعاف حجم الشمس،
بحيث تبدو الشمس بجنب أي نجمة من هذه النجوم عبارة عن حشرة صغيرة للغاية.
وفي
حالة تفتت هذه النجوم، فإن الأجزاء المتناثرة منها، والحاوية على العناصر
الثقيلة، تصبح أساسا لظهور أجيال جديدة من النجوم الأخرى، وفي حالة نضوب
عناصر الطاقة المختلفة في هذه النجوم، فإنها واثناء عملية التفتت، تتحول
إلى ثقوب سوداء تلتهم أي جسم يقترب من فوهتها أو تتحول إلى قنابل نيوترونية
هائلة الضخامة.
إن النجوم العملاقة «السوبر» تتباين في نوعيتها حسب
الطبيعة الكيماوية المكونة لتربتها، والتي تتضح بشكل جلي من خلال ما تبثه
من اشعاعات أو اضاءات.
وأكبر النجوم القريبة من الأرض نسبيا والتي تدور
في مدار المنظومة الشمسية، ثمانية نجوم، أولها النجمة التي يطلق عليها اسم
Vy Canis Majoris.
وتسبح هذه النجمة في فضاء يبعد كثيرا عن كرتنا الأرضية، حيث تبلغ المسافة بين هذه النجمة وكوكبنا الأرضي نحو 5 آلاف سنة ضوئية.
النجوم الثقيلة
تنتمي
نجمة Vy Canis Majoris إلى مجموعة النجوم الحمراء، وتعتبر أيضا من النجوم
الثقيلة جدا، وقد وصل نموها في الوقت الحاضر إلى المرحلة الأخيرة، التي
ربما تنفجر لتبث أجزاء متباينة من كتلتها التي قد تتحول إما إلى أجيال
جديدة من النجوم، واما إلى ثقب أسود، والسبب طبعا يعود إلى قرب نفاد طاقتها
الاشعاعية، حيث انها من النجوم القديمة جدا، فقد احتلت مكانها الحالي قبل
ظهور كوكب الأرض بملايين السنين.
ويستغرق الضوء الذي ينبعث من هذه
النجمة ويشع على الكرة الأرضية حوالي 8 ساعات، ولو افترضنا جدلا، بأن شخصا
ما على الأرض وحاول تتبع امتداد ضوء هذه النجمة مشيا على الأقدام، فإنه
يحتاج للوصول إليها ومن ثم العودة منها إلى نحو 217 ألف سنة.
أما
اشعاعها، فتبلغ قوته نحو 600 مرة أقوى من اشعاع الشمس، ويعتقد العلماء أن
هذه النجمة تنتمي إلى مجموعة النجوم القريبة من المريخ، ولذلك اكتسبت اللون
الأحمر.
وثاني أكبر نجوم المنظومة الشمسية النجمة العملاقة «WOH G64» والتي تبعد عن كرتنا الارضية بنحو 163 الف سنة ضوئية.
ويمكن
رؤية هذه النجمة بالعين المجردة، غير ان النظر اليها من خلال التلسكوب
«VLT» يوفر لنا فرصة اكبر للتمعن بتفاصيل تضاريسها المختلفة.
ويشير
العلماء الى ان نسبة عالية من الغازات والغبار تحيط بهذه النجمة، وتشكل
حولها دائرة تشبه الخاتم، لونها اصفر، ومحاطة بفضاء احمر اللون.
وتعتبر النجمة من النوع خفيف الوزن وقليل الاضاءة او الاشعاع.
وسط المنظومة الشمسية
اما النجمة الثالثة الكبيرة فتدعى «VV Cephei A»، وتبعد عن الارض بنحو 3000 سنة ضوئية.
وترافق
هذه النجمة، نجمة صغيرة اخرى، وتلحقان ببعضهما في اثناء دورانهما بعد كل
20 عاماً، اما المسافة التي تفصلهما عن بعضهما فتبلغ المسافة نفسها التي
تفصل الشمس عن الزهرة.
وتقع هذه النجمة في وسط المنظومة الشمسية، ويفوق
ضوؤها او اشعاعها ضوء الشمس بنحو 315 الف مرة. اما وزنها فلا زال غير معروف
لدى العلماء، الا انه يقدر بـ40 ــــ 100 مرة اكبر من وزن الشمس.
وقد
استنفدت هذه النجمة طاقتها من الهايدروجين خلال عمرها الطويل، وهي الآن
تعمل على تغيير الهيليوم الموجود في نواتها الى كاربون، لتوفير طاقة احتراق
بديلة تزيد على ما تحرقه الشمس بحوالي مليون مرة.
وسرعتها تبلغ عدة كيلومترات في الثانية، واثناء هذه السرعة تتساقط منها اجزاء يعادل حجم الواحد منها حجم الشمس تقريباً.
وفضلا عن هذه الاجزاء، فان كميات كبيرة من الغبار تنبعث منها وتلتف حولها.
اما
النجمة الرابعة فتدعى «MU CEPHEI»، وهي من النوع الاحمر، ويمكن رؤيتها
بشيء من الوضوح في الاشهر من ايلول الى كانون الثاني من كل عام.
ان
اشعاع هذه النجمة اكثر وضوحاً من اشعاع الشمس بنحو 38 مرة، ولذلك فان
العلماء يصفونها ضمن النجوم الاكثر اضاءة، وهي ايضاً ذات جسم متعرج وغير
منتظم.
وقد استنفدت رصيدها من الهايدروجين خلال مراحل حياتها الطويلة،
وتقوم حالياً بتغيير الهيليوم الى كاربون، وقد تتحول الى نجمة نيوترونية او
ثقب اسود.
ويؤكد العلماء ان هذا التحول سوف لن يشكل خطرا على كوكبنا الارض، لان هذه النجمة تبعد عنا نحو 1300 ــــ5200 سنة ضوئية.
النجمة العملاقة الخامسة تدعى«V354 Cephei» وتبعد عن كرتنا الارضية بنحو 9 آلاف سنة ضوئية، وتعيش حالياً آخر مراحل حياتها الطويلة.
وهي
من النجوم الباردة، حيث تبلغ حرارتها نحو 3 آلاف درجة مئوية، وهي درجة
حرارة هابطة قياساً الى النجوم الاخرى. فعلى سطح الشمس مثلاً، تبلغ درجة
الحرارة 5500 درجة مئوية، في حين توجد بعض النجوم الاخرى التي تبلغ فيها
درجة الحرارة اكثر من 50 الف درجة مئوية.
النجوم القديمة
وتعتبر
النجمة V354 Cephei من النجوم القديمة التي اكتشفت في زمن الاغريق من قبل
المنجم «بتولمايوس»، ويمكن رؤيتها على مدار السنة في بعض البلدان
الاوروبية. وتحتل النجمة Rw Cephei الموقع السادس بين النجوم العملاقة،
وتتميز بلونها البرتقالي المائل الى الحمرة.
وتنتمي الى مجموعة النجوم الاكثر اضاءة، حيث تبلغ قوة اضاءتها نحو 500 الف مرة اكثر من قوة اضاءة الشمس.
اما حرارة سطحها فتبلغ نحو 4700 درجة مئوية، والمسافة التي تفصلها عن الارض، تبلغ 11500 سنة ضوئية.
وكذلك
النجمة kw Sagitarii التي تعتبر من بين اكثر النجوم توليداً للطاقة
الاحتراقية، حيث تنتج من هذه الطاقة في الثانية الواحدة كمية تعادل ما
تنتجه الشمس على مدى عام بكامله.
وتبعد هذه النجمة عن الارض مسافة 9800 سنة ضوئية.
وقد
تم اكتشافها لاول مرة قبل خمس سنوات، ويتميز شكلها بعدم الانتظام، وهي
تستنفد حالياً مخزونها من الهيدروجين. وبسبب انخفاض مستوى الحرارة على
سطحها وتركز الحديد في تربتها، فقد تغير لونها الى اللون الاحمر المصحوب
ببقع من اللون الاصفر.
اما النجمة العملاقة الاخيرة فتدعى‍ بــ Ky
Gygni، وقد اكتشفها المنجم الاغريقي القديم «بتولمايوس»، وتنتمي الى مجموعة
النجوم الاكثر اضاءة، وتبلغ سرعة دورانها نحو 220 كيلومتراً في الثانية،
وتبعد عن كرتنا الارضية بنحو 5200 سنة ضوئية.
اما ضوءها فتزيد قوته على قوة ضوء الشمس بــ 300 الف مرة، وحجمها اكبر من حجم الشمس بــ 25 مرة.