[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"المدكوكة".. أكلة شعبية توحد العراقيين تحرص عوائل عراقية على المحافظة على تقاليد
موروثة لإعداد أكلات شعبية تشكل جزءا من التقاليد العريقة وخاصة لدى حلول
فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة. ومن بين هذه الأطباق "المدكوكة".
تعد المدكوكة طبقا عراقيا موغلا في القدم، توارثها العراقيون منذ أمد بعيد
وتكاد تكون من المصطلحات القليلة التي يتفق عليها الجميع، سواء كانوا عربا
أو كردا، أو تركمانا، مسلمين ومسيحيين.
تتكون "المدكوكة" من التمر والسمسم وبعض المطيبات، تمزج جميعا معا "بدقها
بالهاون" حتى يكون زيت السمسم قد بدأ بالتجمع في اسفله، ثم يتحول المزيج
إلى قطعة حلوة المذاق معمولة بشكل بسيط.
وللعراق، وهو احد بلدان العالم، وقد قدم لأبنائه وللإنسانية إرثا هائلا من
العادات والتقاليد والقيم والفنون والآداب، في كل ميدان قصة وفي كل قصة
حكاية لم تزل تدغدغ الأسماع به
وسط زحام الأطعمة الجديدة والحلويات الفاخرة المصنعة في أرقى المعامل
وأكثرها حرصا على شروط السلامة الصحية والسيطرة النوعية والتي تقدم أشهى
وألذ المذاقات تبقى الأكلات الشعبية بنكهتها الخاصة التي يحرص عليها
الجميع، ويعملون على ألا يطويها النسيان.
"التمر الزهدي الجاف، وهو احد أصناف التمور العراقية الأكثر شيوعا في
أرض الرافدين، هو المادة الأساسية "في المدكوكة"، إضافة إلى السمسم
والمطيبات مثل "الحبهان" الهيل وحبة الحلوة والجوز ومواد أخرى يتم وضعها في
هاون، ومن ثم نتناوب عملية الدق بالهاون الذي قد يكون مصنوعا من الخشب أو
النحاس في أجواء عائلية جميلة تنتهي بتناول المدكوكة التي تمتلك سعرات
حرارية تخفف من شدة برد الشتاء".
تقدم بعد الانتهاء من عملية المزج على شكل كرات صغيرة
ليتناولها المجتمعون في ظل أجواء من البهجة والسعادة
ثمة عادات وتقاليد تشكل جزء لايتجزء من حياة الشعوب ، تحرص على أن تبقي
جذوتها متقدة في نفوس أبنائها كي لا تضيع هذه بفعل التقدم العلمي والتقني
الذي يشهده العالم في كل لحظة.
وكما أن هناك عادات وتقاليد في الملبس والتصرف والسلوك،، فأن للأطعمة هي
الأخرى عادات وطرق للعمل في أغلبها بدائية لكن الشعوب تبقي على طريقة
تحضيرها بتلك الصورة لأنها قد تفقد شيئا من قيمتها الاعتبارية في حياتهالو
صنعت بالطرق الحديثة .