ماذا تعلم عن الموسيقا الكردية

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

(( الموسيقا الكوردية ))

تمثل الموسيقا الكوردية بالنسبة للشعب الكردي أداة تعبيرية ورابطة ثقافية هامة فالتاريخ والملاحم والقصائد الشعرية تج في الموسيقا والغناء سبيلاً لها للتعبير والتأثير ما إن كانت تخرج الأغنية إلى النور وتنتشر بفضل المغنى الذي كان في أغلب الأحيان فلاحاً بسيطاً يمتلك ذاكرة حية وموهبة موسيقية فطرية حتى يصبح هذا الموهوب بدوره في المستقبل مبدعاً ومؤلفاً وكاتباً للكلمات .
يقول المستشرق والمفكر الأرمني – آبو فيان - : تكمن الروح الشاعرية في أعماق كل كردي حتى عند الشيوخ الأميين إنهم جميعاً يمتلكون القدرة والموهبة في الغناء وهم يغنون لجبالهم ووديانهم وشلالاتهم وأنهرهم وورودهم وأسلحتهم وخيولهم يغنون للشجاعة ولبناتهم الحسان وكل ذلك يتدفق من أعماق مشاعرهم وأنفسهم .
هكذا تنتقل الأغنية من جيل لآخر دون أن تتبدل الكلمات إلا أن اللحن الذي يشكل غالباً جهداً فردياً ارتجالياً قد يطرأ عليه بعض التبدل و التغير باختلاف الزمان والمكان وغالباً ما تكون الأغنية التقليدية الكردية مفعمة بمشاعر الحنين واللوعة والحزن وهي تتألف من عدة مقاطع اللحن فيها ثابت والكلمات هي التي تتغير من مقطع إلى آخر .
ومن أنماط الأغنية الكوردية :
1- الأغاني الملحمية : وهي كثيرة جداً تستأثر قصص المعارك والقتال حيزاً كبيراً في حياة الأكراد , وأن تلك القصص تشهد على أخلاقهم وثقافتهم وتذكرهم بقيم الشجاعة والشرف التي يجب على المحارب أن يتحلى بها لكي يرتقي بها إلى درجة البطولة .
2- أغاني اللاويج – اللاوك – : وهي عبارة عن أغاني طويلة في معظمها وحزينة .
3- كلام القلوب – الأغاني العاطفية- : وهي عبارة عن أغاني العشاق والمحنين .
4- أغاني – به ردولابي : وهي أغاني الفتيات العاشقات اللواتي يعبرن عن حب فاشل أو سعادة لا تكتمل .
5- أغاني ديلوك : وهي أغاني راقة للمناسبات والأعياد وهي غالباً ما تكون قصيرة تبعث الفرح في النفس ترافقها الرقصات المختلفة ( كوفند – جوبي ) والرقصات هي دائماً مختلطة حيث تتقارب الأكتاف وتتشابك الأيدي رجالاً ونساءاً شباباً وفتيات في حلقة ديلان للرقص .
6- الأغاني الوطنية : وهي قديمة العهد حيث برز كل من (( فقه طيران و أحمد خاني )) في القرنين الرابع عشر والسابع عشر .
7- الأغاني الدينية : ولها مكانتها الخاصة في الموسيقا الكوردية .
8- أغاني المهجر : يعبر فيها المغني عن تعلقه الحميمي بقريته وبجباله وشجرة معينة تأتي على باله , ينبع ماء صاف اعتاد ورده فيما مضى وبغزالة يعشقها يوماً من الأيام .
عندما نعود إلى أصول الموسيقا التقليدية الإسلامية نتذكر أسماء بارزة مثل ابراهيم المهدي الذي عاصره هارون الرشيد و إبراهيم الموصللي الذي أسس معهدا موسيقيا ويذكر إنه كان الأول من نوعه في الشرق وزرياب مبتكر ريشة العزف .
ومن الآلات الموسيقية الكوردية نذكر :
1- البلور نوع من أنواع الناي .
2- المجور أو فيق .
3- الطبل أو داهول .
4- زرنة .
5- البزق ويختلف قليلاً عن الطنبور .
6- الطنبور وهي الآلة الأوسع انتشاراً .
7- العود .
والأغنية الكرودية تشكل تراثاً وثائقياً في طياته آثار الماضي وأسماء المدن والقرى وتذكر أسماء العشاق وديارهم وتخلد أسماء الشجعان والأبطال . فتعالو أبناء جلدتي الكرد نحافظ على تراثنا وثقافتنا لتبقى طاهرة كما كانت وخالية من الشوائب التي تحاول جاهداً أن تشوه هذا التراث الحضاري العريق .